Sunday, June 24, 2007

هل ستجد من ينصفها بعد الرحيل؟

قبل ايام معدودة , وتحديدا يوم الاربعاء الموافق 20 يونيو , انتقلت الى رحمة الله رائدة الشعر الحديث الشاعرة العراقية نازك الملائكة , بعد صراع طويل مع مرض السرطان عافانا الله واياكم منه
ولا استغرب اذا سألتم من هي نازك الملائكة ؟ فلا تقسو على اتنفسكم وتتهموها بقلة المعرفه , فالكثيرين لا يعرفون نازك الملائكة او حتى لم يسمعو عنها , والعلة انه
في مجتمعنا العربي الذكوري , قلما تجد النساء المبدعات فيه مكان , سواء ذلك الحضور الاعلامي او حتى الحضور التوثيقي النقدي , ولكن لماذا افترض ان يعطوا المرحومة نازك الملائكة مساحة اوسع ,,؟؟
اظن ان اي متتبع لبدايات الشعر الحر , الشعر الحديث , سيجد اسمين يختلف عليهم الادباء , لمن كانت البدايه ؟ هل بدأها صاحب انشودة المطر , الشاعر العراقي بدر شاكر السياب , ام ان صاحبة قصيدة ( الكوليرا ) هي من بدأ هذا النوع من الشعر ,, وسواء كانت البدايه او التجربه الاولى للسياب او لنازك , فالمهم ماذا كتب هؤلاء , تماما كما اجاب السياب حين سؤل هل سبقت نازك ام هي سبقتك ؟ قال , لا يهم من سبق من , المهم ماذا نكتب ؟ ولمن ؟
رحم الله السياب ورحم الله نازك الملائكة ,, اللذان فتحا افقا جديدا في الشعر العربي المعاصر ,
فهل نجد لها قليلا من الانصاف بعد رحيلها
اترككم مع قصيدة اخترتها , من خلالها نستشف روح هذه المسكينه المعذبه بكثير من الوجع والالم الحسي والمعنوي



أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ


أنا صمتُهُ المتمرِّدُ


قنّعتُ كنهي بالسكونْ


ولفقتُ قلبي بالظنونْ


وبقيتُ ساهمةً هنا


أرنو وتسألني القرونْ


أنا من أكون?


والريحُ تسأل من أنا


أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ


أنا مثلها في لا مكان


نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ


نبقى نمرُّ ولا بقاءْ


فإذا بلغنا المُنْحَنى


خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ


فإِذا فضاءْ!


والدهرُ يسألُ من أنا


أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ


وأعودُ أمنحُها النشورْ


أنا أخلقُ الماضي البعيدْ


من فتنةِ الأمل الرغيدْ


وأعودُ أدفنُهُ أنا


لأصوغَ لي أمسًا جديدْ


غَدُهُ جليد


والذاتُ تسألُ من أنا


أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام


لا شيءَ يمنحُني السلامْ


أبقى أسائلُ والجوابْ


سيظَل يحجُبُه سراب


وأظلّ أحسبُهُ دنا


فإذا وصلتُ إليه ذابْ


وخبا وغابْ



No comments: